روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | ما سبب خروج.. الغازات مع البراز؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > ما سبب خروج.. الغازات مع البراز؟


  ما سبب خروج.. الغازات مع البراز؟
     عدد مرات المشاهدة: 3331        عدد مرات الإرسال: 0

تسأل قارئة أنا عندى مشكله وهو نزول شىء سائل يشبه البراز من مجرى البراز مع خروج الغازات دون أن أشعر بها، مما يسبب لى الإحراج.

وهذه الحالة لها الآن مدة سنة ولم أجد لها حلا مع العلم أننى ذهبت إلى مستشفى خاص، ولم يجد العلاج، وهذه المشكلة تحرجنى أمام أهلى، فأرجو من لديه العلاج أن يساعدنى فى أسرع وقت؟

يجيب عن هذا السؤال دكتور إبراهيم داود، أستاذ الجراحة بطب المنصورة، قائلا:

إن السلس البرازى هو عبارة عند عدم القدرة على ضبط الحركات المعوية، مما يسبب تسرب البراز بشكل غير متوقع من المستقيم. وتتراوح شدة السلس البرازى من التسرب البسيط للبراز أثناء إخراج الغازات إلى فقدان التحكم بالإخراج.

وهناك عدة أعراض:

• عدم القدرة على ضبط خروج الغازات أو البراز، والذى قد يكون سائلًا أو صلبًا.

• عدم القدرة على الاستمساك إلى حين الوصول إلى المرحاض فى الوقت المناسب.

• بالنسبة لبعض الناس تنحصر المشكلة بتلويث اللباس الداخلى بشكل محدود. أما غيرهم، فالحالة تكون منهكة بسبب فقدان القدرة بشكل كامل على ضبط الحركات المعوية.

أما عن الأسباب:

هناك مجال واسع من الأمراض والحالات الصحية التى يمكنها أن تسبب سلسًا برازيًا، بما فيها:

• الإمساك:

وذلك بسبب تسبب الإمساك المزمن بالانحشار البرازى، وهو تجمع كتلة كبيرة وجافة من البراز الناشف فى المستقيم، ويمكن لهذه الكتلة أن تكون كبيرة لدرجة لا تسمح بإخراج البراز، ونتيجة لذلك تتمطط عضلات المستقيم والأمعاء، ثم تضعف فى النهاية، ويتحرك البراز السائل من حولها فيتجاوز الكتلة الصلبة ويتسرب إلى الخارج، مما يسبب السلس البرازى٠

وبالإضافة إلى أن الإمساك المزمن قد يتسبب أيضًا بضعف استجابة أعصاب المستقيم والشرج لوجود البراز فى المستقيم. وإضافة لذلك، لا تقوم العضلات الضعيفة بدفع البراز بشكل فعال.

• الإسهال:

إن استمساك البراز الصلب أسهل من استمساك البراز اللين فى المستقيم، لذلك فإن البراز اللين فى الإسهال قد يسبب أو يسىء إلى السلس البرازى.

• إصابة العضلة:

غالبًا ما يكون سبب السلس البرازى هو أذية فى عضلة المعصرة الشرجية – وهى عبارة عن حلقات عضلية فى نهاية المستقيم تساعد فى حبس البراز، وفى حال تأذى هذه العضلات، تصبح غير قوية ببساطة لتستمسك البراز بشكل مناسب، وبالتالى يتسرب بعض منه، ويمكن لهذا النوع من الأذية أن يحدث أثناء الولادة المتعسرة، وخاصة فى حال استخدام جفت الولادة أو ملقط أثناء الولادة.

• إصابة العصب:

يمكن للسلس البرازى أن ينجم عن أذية فى الأعصاب التى تعطى الحس بوجود البراز فى المستقيم أو فى الأعصاب المغذية للمعصرة الشرجية، ويمكن أن تنجم الأذية العصبية عن الولادة، والشد المستمر وإصابة العمود الفقرى. وهناك أمراض أخرى كالسكرى والتصلب المتعدد التى قد تؤثر أيضًا على هذه الأعصاب وتؤدى إلى السلس البرازى.

• فقدان القدرة على التخزين (الاستمساك) فى المستقيم.

عادةً ما يتمطط المستقيم ليستمسك البراز. وفى حال تشوه المستقيم أو جدرانه أو تصلبها بسبب الجراحة أو العلاج الشعاعى أو داء الأمعاء الالتهابى كداء كرون أو التهاب القولون التقرحى، لن يتمكن المستقيم من التمدد بالقدر الذى يحتاجه الأمر، وبالتالى سيتسرب البراز الزائد إلى الخارج.

• الجراحة:

كجراحة الناسور الشرجى أو البواسير الشرجية – وتزداد حدوثها أثناء عمليات الناسور الشرجى العلوى أو المرتجع.

• سرطان المستقيم:

إذا قام السرطان بغزو جدران العضلة المعصرة أو الأعصاب اللازمة لإجراء عملية التبرز.

• أمراض أخرى:

فى حال هبوط المستقيم إلى الشرج، أو فى حال تبارز المستقيم من المهبل عند النساء قد يحدث السلس البرازى. ويمكن للبواسير الشرجية أن تمنع الإفلاق الكامل للمعصرة الشرجية، مما يؤدى إلى حدوث السلس البرازى.

ولابد أن تجيبى على هذه الأسئلة قبل أن نبدأ بالتشخيص والعلاج:

٠ متى بدأت تشعرين بهذه الأعراض؟

• هل كانت هذه الأعراض مستمرة الحدوث أم عرضية من وقت لآخر؟

• هل تم إجراء عمليات جراحية فى منطقة الشرج مثل الناسور أو البواسير؟

• هل تتجنبين القيام ببعض النشاطات بسبب الأعراض التى تعانين منها؟

• هل من شىء تقومين به فيحسن من هذه الأعراض؟

• هل من شىء تقومين به فيسىء إلى هذه الأعراض؟

• هل أنت مصابة بأية أمراض أخرى كالسكرى أو التصلب المتعدد أو الإمساك المزمن؟

• هل أنت مصابة بالإسهال؟

• هل تم تشخيصك سابقًا بالتهاب القولون التقرحى أو داء كرون؟

• هل تم استخدام الملقط أو البضع الواقى أثناء الولادة؟

• هل أنت مصابة بسلس بولى أيضًا؟

الفحوصات:

الفحص السريرى:

وعادةً ما يتضمن فحصا تقييميا لوضع الشرج والمنطقة بين الشرج والأعضاء التناسلية بحثًا عن البواسير الشرجية أو الالتهابات أو غيرها من الحالات.

الفحوصات الطبية:

هناك العديد من الفحوصات الطبية المتوفرة لتساعد على معرفة سبب السلس البرازى. وتتضمن ما يلى:

• الفحص المستقيمى، يقوم الطبيب بإدخال أصبعه بعد أن يلبس قفازًا إلى المستقيم لتقييم قوة العضلة المعصرة وليتحقق من وجود أى عيوب فى منطقة المستقيم.

• قياس ضغوط الشرج (Anal manometry). وهو اختبار شائع, يقوم فيه الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن فى الشرج والمستقيم، وعندما يتوضع الأنبوب فى مكانه، يتم نفخ بالون صغير فى طرف نهاية الأنبوب، ويسمح هذا الاختبار للطبيب بمعرفة مدى ضيق المعصرة الشرجية، كما أنه يقيس حساسية ووظيفة المستقيم.

• فحص المستقيم بالأمواج فوق الصوتية (Anorectal ultrasonography). يقوم هذا الإجراء بتقييم بنية العضلة المعصرة.

• تصوير عملية التبرز (Proctography). ويتم إما بالرنين المغناطيسى أو (defecography) استعمال كمية قليلة من سائل الباريوم، حيث يجعل الباريوم المستقيم أكثر وضوحًا على الأشعة السينية، حيث تؤخذ الصورة بعد ذلك. ويقوم هذا الفحص بقياس كمية البراز التى يتحملها المستقيم، كما أنه يقيم جودة تفريغ البراز من المستقيم.

• تنظير المستقيم والقولون (Proctosigmoidoscopy). يقوم هذا الفحص بكشف علامات الالتهاب الحاصلة والأورام أو النسيج المتندب والذى قد يسبب سلسًا برازيًا. كما يقوم الطبيب بإجراء تنظير للمستقيم ليرى كامل القولون.

• تخطيط كهربائية عضلات الشرج (Anal electromyography). يتضمن هذا الإجراء إدخال إبرة صغيرة تحوى مسارى كهربائية إلى العضلات المدورة حول الشرج والتى تكشف علامات الإصابة العصبية.

العلاج:

هناك طيف واسع من العلاجات المتوفرة للسلس البرازي, وذلك اعتمادًا على شدة الأعراض. وقد يتضمن العلاج تغييرات فى الحمية أو استخدام بعض الأدوية أو بعض التمارين الخاصة التى تساعد على ضبط أفضل للحركات المعوية أو الجراحة.

١- الأدوية:

• الأدوية المضادة للإسهال، أدوية لتخفيف الإسهال والمساعدة على تجنب السلس البرازى. مثل اللوبيراميد (Imodium)٠

• الملينات (Laxatives). فى حال كان الإمساك المزمن هو سبب السلس نوصى باستخدام الملينات البسيطة لفترة مؤقتة، وذلك يساعد على استعادة الحركات المعوية بشكل طبيعى٠

• ملينات البراز، وذلك لمنع الانحشار البرازى.

٢- العلاجات الطبيعية:

• تغييرات الحمية الغذائية، فالأطعمة والمشروبات التى تتناوليها تؤثر على محتوى البراز، وقد نوصى بإجراء تغييرات لحميتك الغذائية ليساعد على تحسين الحركات المعوية.

على سبيل المثال، فى حال كان الإمساك المزمن هو سبب السلس البرازى، قد نوصى بشرب الكثير من السوائل وأكل الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف. وتناول المكملات الغذائية الحاوية على الألياف. وفى حال تدخل الإسهال فى المشكلة، قد نوصى بزيادة مدخول الأطعمة الغنية الألياف ليزداد تماسك كتلة البراز، مما يجعل محتواه أقل من المياه.

• تدريب الأمعاء (Bowel training). فى حال كان السلس البرازى عائدا لضعف ضبط المعصرة الشرجية أو نقص التنبه إلى الحاجة للتبرز وقد تستفيدى من برنامج تدريب الأمعاء والمعالجات التمرينية الموجهة للمساعدة على استعادة قوة العضلات.

تعنى عملية تدريب الأمعاء التدرب على الذهاب إلى المرحاض فى أوقات معينة من اليوم، فمثلًا بأن تحاولى الذهاب إلى المرحاض بعد تناول الطعام مباشرة، فذلك يساعد على التحكم بشكل أفضل بالخروج، وذلك عن طريق تحقيق نوع من التنبؤ للوقت المناسب لاستخدام المرحاض.

• المرجعية البيولوجية (Biofeedback). هى عبارة عن طريقة أخرى لتمرين الأمعاء خاصة بعلاج السلس البرازى. ويتضمن ذلك إدخال أداة خاصة حساسة بالضغط فى الشرج، وتقوم هذه الأداة بتسجيل قوة ونشاط العضلة فى المعصرة الشرجية أثناء تقلصها وضغطها على الأداة. ويمكن تمرين المعصرة الشرجية وتقليصها لتتعلم على تقوية العضلة، وذلك عن طريق معرفة نتيجة الاختبار، فهذا التمرين يمكنه أن يقوى عضلات المستقيم.

• علاج الانحشار البرازى (Treatment for stool impaction). قد نضطر إلى إزالة الانحشار البرازى فى حال لم يفد تناول الملينات أو استخدام الحقن الشرجية فى إزالة الكتلة القاسية. ولإزالة الانحشار البرازى، يقوم الطبيب بإدخال أصبع أو إصبعين بعد أن يرتدى القفاز فى المستقيم ويقوم بتحطيم الانحشار البرازي، فبعد أن تصبح الكتلة القاسية بشكل قطع صغيرة يصبح إخراجها أسهل.

• تحريض العصب العجزى (Sacral nerve stimulation). هناك علاج آخر للسلس البرازى وهو تحريض العصب العجزى، فالأعصاب العجزية تنشأ من النخاع الشوكى إلى العضلات الموجودة فى الحوض.

وهذه الأعصاب تنظم عملية الإحساس وقوة عضلات المستقيم والمعصرة الشرجية، فتحريض العصب العجزى يتم فى مراحل. أولًا ويتم وضع إبر صغيرة فى أماكن معينة من العضلات الموجودة فى الأمعاء الغليظة.

ويتم تحريض هذه العضلات بواسطة جهاز خارجى مولد لنبضات لمعرفة أية عضلات هى أكثر ما تقوم بتحريض التقلصات الشرجية، استجابة العضلات للتحريض مريحة بشكل عام، وبعد اكتمال الاستجابة، قد يتم وضع مولد دائم مزروع فى الجسم للمعصرة. وعادةً ما يتم تطبيق هذا العلاج فى حال فشل باقى العلاجات فقط.

3- الجراحة:

قد يتطلب علاج السلس البرازى اللجوء إلى الجراحة لتصحيح المشكلة الحاصلة، وهناك إجراءات جراحية لعلاج السلس البرازى وهى لا تؤدى إلى حدوث المضاعفات بالضرورة، ولكن بعض أسباب السلس البرازى- كأذية المعصرة الشرجية الحاصلة بعد الولادة أو الهبوط المستقيمى، على سبيل المثال.

– وتتضمن الخيارات الجراحية ما يلى:

• رأب عضلة المعصرة (Sphincteroplasty). تعمل هذه الجراحة على إصلاح الضرر أو الضعف الحاصل فى المعصرة الشرجية. وفى هذا الإجراء، يتم تحديد منطقة مصابة من العضلة ويتم تحرير أطرافها من النسيج المحيط بها. ثم يتم سحب أطراف العضلات ويتم خياطتها معًا بشكل مقلوب، وبذلك تزيد قوة العضلة وتضيق المعصرة.

• علاج الهبوط المستقيمى، والقيلة المستقيمية والبواسير الشرجية (Treating rectal prolapse, rectocele or hemorrhoids.). فى حال كنت مصابة بمشاكل أخرى، كخروج قسم من المستقيم من الشرج (rectal prolapse) هبوط مستقيم، أو تبارز المستقيم من جدار المهبل أو البواسير الشرجية مسببة لسلس برازى، فإن الإصلاح الجراحى سيخفف من المشكلة غالبًا أو يمنع حدوث السلس البرازى.

• تغيير عضلة المعصرة (Sphincter replacement). يمكن وضع معصرة شرجية اصطناعية لاستبدال المعصرة المتضررة. ويكون الجهاز عبارة عن كم قابل للنفخ، يتم وضعه حول القناة الشرجية. وعند نفخه، يبقى الجهاز على المعصرة الشرجية منغلقة بأحكام حتى يحين وقت التبرز المناسب، ويتم استخدام مضخة خارجية للذهاب إلى المرحاض لتفريغ الجهاز من الهواء والسماح للبراز بالخروج. ومن ثم ينتفخ الجهاز من تلقاء نفسه.

• إصلاح المعصرة (Sphincter repair). ويدعى هذا الإجراء بزراعة العضلة الناحلة، وهى عبارة عن عضلة مأخوذة من الجانب الداخلى للفخذ يتم لفها حول المعصرة. وذلك يعيد المقوية للمعصرة.

• حقن المواد الكيميائية (Injection of biomaterials). وهو عبارة عن حقن مادة قوامها من السيلكون فى المعصرة الشرجية، فذلك قد يحسن السلس عن طريق زيادة حجم المعصرة الشرجية، وهناك أنواع أخرى من المواد ما زالت خاضعة للدراسة.

• فغر القولون (Colostomy). وهو الحل الأخير، حيث إن فغر القولون هو من أكثر الوسائل المتبعة لتصحيح السلس البرازى. ويتم اللجوء إلى فغر القولون بعد فشل العلاجات الأخرى عادةً، ويتم فى هذه العملية تحويل خروج البراز إلى مخرج من البطن. ويتم وصل كيس خاص إلى المخرج لجمع البراز.

الكاتب: أسماء عبد العزيز

المصدر: موقع اليوم السابع